الكاسر اجتاح الانترنت
أطلق برنامج الكتروني جديد يهدف إلى الالتفاف حول الرقابة على الانترنت في الشرق الأوسط وغيره خلال قمة للتدوين جرت في العاصمة المصرية، القاهرة. "الكاسر" أصبح اليوم متوافرا للاستخدام في أول نسخة تجريبية له. تحدثت منصات إلى العقل المبتكر للكاسر، اليمني المقيم في السويد، وليد السقاف.
في معهد كمال أدهم للصحافة وخلال مؤتمر "التدوين من أجل المستقبل"، ظهر الكاسر للمرة الأولى.
إنه أداة تسمح لمستخدمي الانترنت بولوج المواقع الالكترونية المحجوبة. ويستخدم المطور وليد السقاف اليمني المقيم في السويد، هذه الأداة ردا على الرقابة الالكترونية الحكومية.
يقول السقاف "لاحظت أن السلطات بدأت تزداد حنكة لذا تحتاج إلى ردا يماثلها حنكة للحد من سيطرتها على المواقع التي يمكن للمستخدم الولوج إليها في بلادهم".
كذلك، تقوم الأداة بفحص دوري على المواقع المحجوبة لمعرفة ما إذا كانت لا تزال المواقع محجوبة أم إذا كان الحجب يرفع في أوقات. في الوقت نفسه، يمكن لمستخدمي البرنامج إعطاء معلومات عن فلترة وحجب مواقع في بلدانهم. وتحفظ البيانات في وحدة مركزية في البرنامج.
وكان السقاف الذي أطلق كذلك أول موقع بحث مستقل في اليمن قبل سنوات، هدفا للرقابة الحكومية اليمنية. في ربيع 2008، حجبت خمسة بوابات لموقع يمنبورتال ما حجب الموقع في اليمن، إلا عبر استخدام مواقع البروكسي.
التلاعب على الرقابة
قال السقاف لمنصات أن تجربته الخاصة مع الرقابة الالكترونية كانت بمثابة وحي لتطوير الكاسر. لكن الأهم، يشعر السقاف أن السلطات أصبحت أكثر مهارة في الرقابة الالكترونية، وأن هذا التطور يجب أن يواجه بالطريقة نفسها.
طور الكاسر أساسا للاستخدام في الدول العربية مثل سوريا، تونس واليمن لكن يمكن استخدامه في أي بلد.
في الأيام الأولى من انطلاقه، استخدم الكاسر في قطر، البحرين، اليمن، السعودية، الأردن الصين وغيرها من البلدان. كما استكشفت الأداة من قبل مستخدمين فضوليين في بلدان لا تعاني من الرقابة الالكترونية، مثل بريطانيا والمانيا.
ويشرح السقاف عملية استخدام الأداة لولوج المواقع المحجوبة.
"حين تفتح البرنامج، ستحصل على معلومات عن المزود الالكتروني آي أس بي ، البلد وغيرها. وإن بلغ شخص يستخدم نفس مزودك آي أس بي عبر الكاسر عن موقع محجوب وتم رفع حجب الموقع من قبل المسؤولين، سيكون متاحا أمامك. أما في حال العكس، يمكنك التبليغ عن موقع محجوب فتتم المراقبة وفي حال الموافقة على رفع الحجب، يصبح الموقع متاحا للولوج بواسطة الكاسر والانترنت عبر مزودك".
قدرة محدودة
هل يمكن للكاسر أن يتحايل على جميع أنواع الرقابة الالكترونية أم أن نطاق عمله محدود؟
قال السقاف لمنصات أن البرنامج يمكنه تخطي المواقع التي يديرها أشخاص فحسب والتي حجبتها الحكومة "لأسباب سياسية أو معلوماتية".
"بكلمات أخرى، يسمح البرنامج بالولوج إلى مواقع حقوقية، سياسية، مجموعات نقاش ومجموعات اجتماعية. كان القرار صعبا لكن ضروريا وإلا لكانت القيود القانونية باهظة. فقد لا يسر البعض بما نفعله".
في ما يخص المسائل القانونية، قال السقاف أنه سيستشير خبراء لفهم العواقب والعوائق القانونية المحتملة. لكنه واثق من أمر واحد: لن تستقبل الحكومات القامعة الكاسر بأذرعة مفتوحة.
"أعي تماما أن بعض الحكومات لن يعجبها ما نفعله. أنا واثق أنهم سيحاولون معرفة يرمجة الكاسر لكن هذا لن يكون سهلا وسيستغرق وقتا طويلا ونأمل أن حين يحصل هذا ستكون النسخة الأخيرة قد أطلقت، ما سيصعب عليها العمل".
الكاسر متوافر حاليا بنسخة بيتا. وقد طور البرنامج بدعم من شبكة ميد إيست يوث المستقلة والمملوكة من قبل طلاب، وتروج الحوار البناء والتفاهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يأمل السقاف أن يتطور البرنامج ليصبح أداة مفيدة لمن يبحث عن معلومات مستقلة في بلدان تمنع ولوج الانترنت.
"هدفي هو أن يستخدمه أشخاص ويساعدهم على تفادي رقابة الأخبار والآراء في بلدان تسعى للديمقراطية وأولئك الذين يكافحون في ظل قيود متزايدة. من الصعب معرفة إن كان سينال شعبية لكني آمل حقا أن يكون بذي منفعة".